إلى الزوجة التي تفكر في ترك بيتها:
حين تغريكِ العزّة… فكرّي قبل أن تُقرّري
بقلم: المستشار الإعلامي والسياسي خميس إسماعيل
أنا وقلمي وقهوتي
—
في لحظات الغضب والعصبية، كثيرًا ما تحيط بنا رغبة في اتخاذ قرارات سريعة قد تبدو مريحة أو انتقامية. وقد تجدين نفسكِ يا امرأة تفكرين في مغادرة بيت الزوجية، ظنًا منكِ أن هذا هو السبيل لإثبات كرامتك وقوتك، وأن الانسحاب هو رسالة لا يُمكن تجاهلها.
لكن، دعيني أخبركِ بشيء لا يعلمه الكثيرون في حرارة الموقف:
أنتِ لست وحدكِ التي ستدفعين ثمن هذه الخطوة.
أطفالك، استقرار حياتك، قيمتك المعنوية، ومستقبل الأسرة كلها ستتأثر أكثر منك.
كوني متأكدة: لا يوجد مكان، ولا شخص، يستطيع أن يمنحكِ معنى “البيت” ودفء الاستقرار، كما يفعل بيت الزوج الذي ربما لا تريه إلا من منظار العناد أو الغضب.
—
اليوم، باتت العديد من النساء، وبأعداد متزايدة، أسيرات لنموذج أنثوي مغلوط، يروّج أن العودة والتصالح ضعف، وأن الاعتذار هو هزيمة، وأن الحنان تنازل.
ولكن، الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي أن النضج الحقيقي يكمن في الحكمة:
متى تصمتين
متى تصبرين
ومتى تعودين بكرامة لا بعناد
ابن حزم الأندلسي قال:
“من أراد دوام العشرة، فليُجمّل الصبر، فإنما يدوم الودّ على التغاضي.”
وهذا ليس تبريرًا للضعف أو الاستسلام، بل هو منهج العقلاء الذين يعرفون أن بناء علاقة زوجية صلبة لا يكون بردود الفعل العاطفية المتطايرة، بل بالرحمة والبصيرة.
—
لا تجعلي غضبكِ أو انفعالكِ مفتاحًا لقرار قد يغيّر حياتكِ إلى الأبد.
لا تسمحي لضغوط الأهل أو أصدقاء السوء الذين يرون الحياة وكأنها مباراة كرامة أن يقرّروا مصير بيتك.
أبوكِ الذي يحبكِ، مهما كان حنونًا، لن يستطيع أن يتحمّل مسؤوليتك أنتِ وأطفالك أكثر من أيام زوجك.
وأخوكِ الذي يبدو شهمًا، لن يظل يحمل لكِ نفس النظرة إذا كانت عودتكِ إليه دائمًا مشحونة بالغضب والكراهية.
قالوا في الأمثال:
“البيت الذي تُغادره الحكمة، يسكنه الندم.”
فكرّي فقط ساعة واحدة بعد كل خلاف، قبل أن تُقدمي على خطوة الانسحاب، فقد تكون هذه الساعة سببًا في إنقاذكِ لأسرتك، ولحياتك، ولطفلك.
—
استحضري معنى الاستقرار وتأمّلي وجه أطفالكِ
هل يستحقون حقًا أن يعيشوا في ظلّ فراغ عاطفي ودوامة غير مستقرة، فقط لأنكِ تريدين “إثبات شيء ما”؟
الكرامة الحقيقية ليست في الانسحاب أو الهروب من المشكلة، بل في الصبر والمثابرة على البناء.
الحبّ ليس خضوعًا أعمى، بل هو عمل يومي متواصل، عنوانه الصبر والتفاهم والنضج.
البيت الذي يبنى على هذه القواعد لا يهدم بسهولة، بل يزداد تماسكا مع الزمن.
—
أنا وقلمي وقهوتي…
في كل مرة أكتب، أؤمن أن الكلمة ليست مجرد حروف، بل قوة تغيير تُسهم في تصحيح المسار، في التوعية، وفي بناء مستقبل أفضل.
وأنا هنا، معكِ، أشارككِ هذه الكلمات من قلب خبرة ومعرفة، لعلها تكون سببًا في إيقاف قرار قد تندمين عليه لاحقًا.
كل بيت هو عالم صغير، وكل امرأة هي عماد هذا العالم. حمايتك لبيتك ليست ضعفًا، بل أسمى معاني القوة.
—
في الختام:
قرارات البيت لا تُتخذ في لحظة غضب أو انفعال، بل تُبنى على الحكمة، والوعي، والصبر.
المرأة الناضجة هي التي تعرف كيف تحافظ على بيتها بحب وذكاء، وتكون صانعةً للاستقرار لا مهدمته.
دعينا نعيد النظر معًا في مفاهيم الرجولة والأنوثة، الصبر والكرامة، الفهم والتسامح. فالعلاقات الزوجية الناجحة ليست مجرد مشاركة عاطفية، بل شراكة حياة مبنية على الاحترام والتقدير.
وأخيرًا، تذكري دائمًا:
“البيت ليس جدرانًا وأثاثًا فقط، بل هو قلب ينبض بحب مشترك وصبر متبادل.”
فاحمي بيتك، وكوني قوية بحكمتك، لا بعنادك.
—
هل ترغبين في المزيد من النصائح العملية لبناء علاقة زوجية صحية؟
أو تحتاجين دعمًا نفسيًا للتعامل مع الصراعات؟
أنا هنا لأسمعك، وأدعمك، وأرشدك… فقط شاركيني.
—
#المستشار_خميس_إسماعيل
#أنا_وقلمي_وقهوتي
#الحكمة_في_البيت
#الاستقرار_العائلي
#الكرامة_الحقيقية
#الصبر_على_البناء
#الحب_الناضج